قبل سنوات عديدة، بدأت الشبكة العنكبوتيه (
الوب ) بمواقع الكترونية تقدم المعلومة للزوار والمتصفحين، ولم يكن هنالك
ثمة طريقة للتواصل والتفاعل بين المتصفحين من جهة وبين الموقع ومحتوياته من
جهة أخرى، كان المتصفح عبارة عن عنصر متلقي سلبي لا يشارك في صناعة محتوى
الوب في ذاك الزمان.
تطور الوب سريعاً
وتطورت برمجياته وأصبحت فاعليته اليوم كبيرة في الحياة، فالمستخدم العادي
لم يعد متلقياً فقط، فهو إما قارءاً للمعلومة والمعرفة ومتفاعلاً معها
بالإثراء والتقييم أو الاشهار لتلك المعرفة لتصل لأناس اكثر ، وإما مساهماً
في صناعة المحتوى ذاته، فكم من موقع لا يرتكز إلى على مدخلات المستخدمين
ومشاركاتهم.
هل يقدم الفيسبوك المعرفة أو المعلومة؟؟
لنأخذ
مثلاً اكبر موقع تفاعلي في فضاء الوب بأكمله، انه الفيسبوك الذي تجاوز عدد
اعضائه النصف مليار مستخدم، هل يقدم اصحابه الذين طوروه أي محتوى معرفي،
بالطبع لا، فالأعضاء هم من يصنعون المحتوى الضخم الذي يتم تخزينه في أكثر
من 30 ألف سيرفر عالي الكفائه، وعمل الموقع الاساسي هو توفير بيئة مناسبة
لنشر المحتوى ومشاركته بين الاعضاء انفسهم، أم المستخدمون فهم من يصنعون
المحتوى.
الفاعلية الرقمية
قبل
اسابيع عديدة، استوقفني مشهد لأحد الوعاض حين بدأ يتكلم بعد أداء الصلاة
المفروضة في أحد المساجد، ولم تكد تمضي عدة دقائق إلا وذلك الواعض يقف أمام
شخصين اثنين فقط هم حصيلة من بقي للاستماع، طبعاً لم يتوقف الواعض عن
الكلام والاسترسال في الموضوع الذي ربما استغرق إعداده ساعات عددية، وكم هي
الحسرة في نفسه بعد أن كان يأمل ان يستمع له العشرات ان لم نقل المئات.
في
العالم الرقمي ( الانترنت ) الوضع يختلف، حيث يمكن ببساطه ايصال الكلمة
والفكرة إلى العشرات والمئات والآلاف بسهولة ويسر، فليس فيه حدود جغرافية
أو زمنية، اكتب ما تريد قوله وسيقرأه متابعوا مدونتك في نفس اليوم وسيبقى
معروضاً لكل زائر جديدة يأتي في الزمن القادم.
إذا
لم تجد من يسمعك في حياتك الواقعية فهنالك الكثير من المستمعين في فضاء
الوب، وإذا منعت من الكتابة أو الكلام عبر الأوراق الجرائدية، فالأمر مفتوح
هناك والحرية على مصراعيها، وإذا منعتك الضروف من الوصول إلى أقاصي الأرض
بكلماتك وأفكارك، فستصل بك الالياف الضوئية من تحت البحار إلى أقطار الدنيا
كلها، لا تبقى حبيس الجدران وانطلق نحو فضاء اوسع وفاعلية أكبر
التعليقات
بعد
أن تقرأ هذه السطور، يمكنك ان تبدي رأيك عليها، يمكن أن تنتقدها او
تثريها، التعليق على أي منشور أصبح متاح في معظم المواقع، وكثيرة هي
المقالات او الاخبار التي نستفيد من تعليقات زوارها أكثر من استفادتنا
المادة الأصلية، وكم من تعليق اوضح لنا أمراً أو ازال عنا لبساً أو أكمل
لنا معلومة ناقصة.
حاول ان تعلق بشيئ يفيد القارئ في المواضيع أو الأخبار لأن تعليقاتك هي مشاركة وفاعلية
المشاركة في المنتديات
المنتدى
هو موقع يتيح التسجيل فيه ثم الكتابة ونشر أي موضوع فيه - متعلق بتخصص
المنتدى - أو التعليق والرد على الموضوعات التي يكتبها الآخرون، وهذا النوع
من المواقع انتشر مبكراً في اوساط الوب العربي واليوم هنالك الكثير من
المنتديات الكبيرة والصغيرة، وفي عدة مجالات.
حاول ان تشارك في بعض المنتديات النوعية المميزه لتنشر إسهاماتك الفكرية والمعرفية ، لأن مشاركاتك هذه هي فاعلية.
النشر والإشهار
ستلاحظ أن هنالك مربعاً أصفر اللون في بداية كل مقالة يتم نشرها في موقع ( ثورة الوب
)، هذا المربع يحتوي على أيقونتين يؤدي النقر على احدهما نشر الموضوع في
الشبكات الاجتماعية ( فيسبوك وتويتر ) ، ومن ثم يصل الموضوع إلى اصدقائك
عبر هذه المواقع، وبواسطة هذه الشبكات الاجتماعية أصبحت الصفحات المميزة في
فضاء الوب تنتشر سريعاً جداً، فالقارئ ينشر الصفحة وتصل إلى اصدقائه وبعض
اصدقائه ينشرونها ايضاً بين اصدقائهم وهكذا حتى يصل محتوى الصفحة إلى
الكثير في وقت قليل.
انشر المحتوى المفيد والمميز عبر الشبكات الاجتماعية ليستفيد منها أكبر قدر ممكن، ولا تنسى أن نشرك هذا هو نوع من الفاعلية.
التدوين
التدوين
هو نشر محتوى عبر موقع الكتروني بشكل دوري، قد يكون هذا المحتوى نوعي
متخصص في مجال معين، أو عام يعبر عن ما يجول في الخاطر، أو تدوين شخصي ينثر
عبره المدون كل ما يتعلق بذاته وحياته.
لاشك
أن التدوين المتخصص هو أفضل الأنواع واكثرها فاعلية، ولا شك أن المدون
بحاجه لتسويق واشهار مدونته ليعرفها الناس ويبدأوا في قراءة محتوياتها
وموضوعاتها التي تُنشر بشكل دوري كل يومين او ثلاثة أو كل اسبوع ( حسب نشاط
المدون ).
وهكذا تتعدد سبل الفاعلية الرقمية، وعبر الشبكة العنكبوتية يمكن للمرء أن يكون أكثر فعالية ويمكنه أيضاً أن يغير العالم من حوله.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire